مشيخة العقل تزعزع “المعارضة”.. وتُحرج الفريق الجنبلاطي
يوسف الصايغ
جاء استحقاق انتخاب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ليظهر انقساماتٍ حادة لدى كل الفرقاء الفاعلين، انشطار سياسي عند “المعارضة الدرزية” وانقسام ديني عند الفريق الجنبلاطي، من زيارة النائبين السابقين فيصل الداوود وفادي الأعور لتهنئة الشيخ المنتخب سامي ابي المنى الى موقف بعض المرجعيات الدينية منه الا دليل فاقع على ذلك التباين.
النائب طلال ارسلان يعلن رفضه للانتخاب “التعيين” لشيخٍ يُحسب “جنبلاطياً بالكامل” ومسارعة جزء من “فريق الممانعة” الدرزي لتأييد الشيخ الجديد، لشخصه ورؤيته وثقافته، ما هي الا نقطة بداية لمرحلة جديدة في حركة القوى السياسية الدرزية تجاه الداخل المذهبي والخارج السياسي العام على ضوء تطور واقع المنطقة، ما ينسف مبدأ التوافق الشكلي الذي نتج عن لقاء خلدة الثلاثي.
ولا يخفي الثنائي، الداوود والأعور، انتقاداتهم الضمني لأداء ارسلان الداخلي تجاه كم من القضايا العامة وكيفية ادارة المعارضة الدرزية لسياسة النائب السابق وليد جنبلاط وما الزيارة العلنية لهما الى الشيخ ابو المنى الا اشارة لكم التباين ويعتبرانها “فرصة واشارة ايجابية يبنى عليها من قبل شيخ العقل الجديد من اجل التواصل مع الجميع، والعمل على تحقيق الاجماع حول شخصه سياسيا ودينياً، بعد تذليل العقبات التي واجهته بعيد تعيينه بالتزكية شيخا للعقل بشكل رسمي”.
الأعور: النزاع سياسي بالدرجة الاولى
النائب السابق فادي الأعور يؤكد في حديث لـ”أحوال ميديا” انه لا يؤيد ما يقوم به النائب طلال أرسلان على صعيد مشيخة العقل، مشيراً الى ان شيخ العقل سامي أبي المنى قريب سياسياً من رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، لكنه مثقف ومحترم ولديه المؤهلات اللازمة لهذا الموقع، بينما الاسماء الأخرى التي طُرحت لا تملك ذات الحيثية التي يمتلكها ابي المنى ولا تقوم بمقام مشيخة العقل، ومن هنا نعتبر ان الدكتور سامي رجل حوار ومنفتح على الجميع، ومن باب اللياقات قمنا بهذه الزيارة من اجل المباركة له”.
وحول الموقف الديني والروحي الدرزي الرافض لخطوة تعيين الشيخ ابي المنى، يعرب الأعور عن أمله بحصول تفاهم بين شيخ العقل والمرجعيات الروحية والدينية، مؤكدا انه “شيخ العقل الرسمي ولا أحد لديه مصلحة بأن يكون هناك خلافات، خصوصاً وان النزاع على هذا المنصب هو سياسي بالدرجة الاولى وليس دينياً”.
أما عن انعكاسات زيارته والنائب السابق فيصل الداوود الى شيخ العقل على مستوى الفريق الدرزي المعارض لجنبلاط، يؤكد الأعور اننا “لسنا فريقاً واحداً مع النائب أرسلان”، لافتاً الى انه “يمثل مع الداوود نهج الاعتدال والانفتاح وننتمي الى خط المقاومة وسوريا، وبالتالي زيارتنا ليست رسالة ايجابية تجاه اي فريق، وهي زيارة تهنئة للشيخ سامي ابي المنى”.
وحول مضمون الزيارة يلفت الاعور انه “قد تم التأكيد على دور الشيخ ابي المنى الحواري، والوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى الدرزية وان يكون متمسكاً بالمشروع الوطني”، منوهاً بأن “الشيخ ابي المنى متقدم في طرحه المدني وهذا الامر يليق بطائفة الموحدين الدروز، ومن هنا نتمنى التوفيق له في منصب شيخ العقل”.
الداوود: الشيخ سامي وجه حضاري للطائفة وممثلها الشرعي
من جهته يؤكد رئيس حركة النضال النائب السابق فيصل الداوود لـ”أحوال ميديا” ان “الزيارة الى شيخ العقل هي للتهنئة ضمن الشروط التي ابلغناها له”، مشيراً الى ان ًللزيارة ابعادها السياسية” رافضاً في ذات الوقت ما يقال بأن الشيخ ابي المنى تم ترشيحه من قبل رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط فقط.
ويلفت الداوود الى اننا “قد أبلغنا سماحة الشيخ ابي المنى بضرورة ان يكون على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية على الساحة الدرزية، ونحن اكدنا على اهمية الموقف الدرزي الذي يصب في العمق الاستراتيجي مع دروز سوريا”.
وحول امكان ان يؤدي هذا الأمر الى اعادة الانقسام على الساحة الدرزية يلفت الداوود الى ان “الشيخ سامي ابي المنى وجه حضاري للطائفة الدرزية، ورجل حوار ومثقف وليس من هواة الانقسامات، كما انه الشيخ الرسمي لطائفة الموحدين الدروز، مع احترامنا وتقديرنا لباقي المشايخ والأسماء”.
واكد الداوود ان “الشيخ ابي المنى سيعمل على حل الاشكال مع المرجعيات الروحية بعد موقفها الرافض لطريقة وصوله شيخاً للعقل، وذلك انطلاقا من ادراكه للوضع القائم داخل الطائفة، وضرورة العمل على وحدة الصف الدرزي العام”.
ويشير الداوود الى اهمية “الحفاظ على مصلحة الموحدين العليا ضمن اطارها الوطني والقومي، وشيخ العقل يجب ان يكون على مسافة واحدة من الجميع، ونحن أبلغناه انه امام امتحان عسير في هذا الخصوص، وهو على قدر المسؤولية ولا توجد لديه اي حساسية تجاه اي فريق سياسي داخل طائفة الموحدين، وبالتالي موقفنا من شيخ العقل مشروط بتوجهاته وعلاقته مع مختلف القوى الدرزية”.